عن الانتهاكات الصهيونية في القدس عن النصف الثاني من شهر يناير/كانون الثاني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
في مطلع هذا العام الميلادي الجديد تشتد الهجمة الصهيونية شراسة وخطورة على مدينة القدس ومسجدها الأقصى المبارك ومقدساتها وعلى أهلنا المقدسيين حيث تسارعت وتيرة الاعتداءات الصهيونية، وتكمن خطورة هذه الهجمة في تصعيد التدنيس والاقتحام للمسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته وقدسيته، وفي سحب عشرات آلاف الهويات من أهلنا المقدسيين والاستيلاء على منازلهم وعقاراتهم وهدمها على نطاق واسع، وفي هدم منازل أهلنا المقدسيين وكذلك مصادرة أراضيهم وترحيلهم خارج المدينة المقدسة، وتكثيف الاستيطان الصهيوني فيها وفي محيطها، والاعتداء بالاعتقال والمحاكمة والضرب المبرح عليهم، والخطير في ذلك كله إشراف المستوى الصهيوني الرسمي والديني على متابعة هذه الانتهاكات والاعتداءات والتحريض عليها .
هذا وقد شهد النصف الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2010م العديد من هذه الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية في القدس على النحو التالي:
أولاً: تواصل الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك
كان من أبرز هذه الانتهاكات والاعتداءات ما يلي:-
1. مجموعات كبيرة من اليهود المتطرفين تقتحم سوق القطّانين بالبلدة القديمة من مدينة القدس ويؤدّي هؤلاء اليهود طقوساً وشعائر تلمودية بصورة استفزازية وصاخبة على بعد عدة أمتار من بوابة القطّانين في السور الغربي للمسجد الأقصى.
2. الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تؤكد أن الحفريات الصهيونية أسفل المسجد الأقصى المبارك تسببت بإحداث تشققات جديدة في جدران المسجد الأقصى المبارك.
3. حراس المسجد الأقصى يحبطون محاولة تسلل يهودي متطرف يحمل سكيناً إلى داخل المسجد الأقصى.
4. في اليوم نفسه عناصر من الشرطة الصهيونية تعتدي على أحد حراس المسجد الأقصى المبارك وهو المواطن المقدسي/ مهند إدريس (25عاماً).
5. في انتهاك خطير لحرمة المسجد الأقصى المبارك وتعدٍٍ صارخ على قدسيته، قوات الاحتلال الصهيونية تسمح لأفراد شرطتها المتواجدين داخل ساحات المسجد الأقصى بمشاهدة أفلام إباحية داخل هذه الساحات.
ثانياً: هدم منازل وإستيلاء على أراضٍ
كان من أبرز هذه الانتهاكات الصهيونية في هدم منازل أهلنا المقدسيين ما يلي:-
1. سلطات الإحتلال الصهيوني تهدم منزل المواطن المقدسي/ حسن سالم في قرية جبع شمال شرق مدينة القدس المحتلة بادّعاء البناء بدون ترخيص.
2. محكمة الصلح الصهيونية في القدس تصدر قراراً بهدم منزل المواطن المقدسي/ عبد الرحمن أبو فرحة الكائن في حارة السعدية في البلدة القديمة بادّعاء البناء بدون ترخيص.
3. النيابة العامة الصهيونية أمرت بتشكيل طاقم خاص لتطبيق قوانين التنظيم والبناء في الأحياء الواقعة خارج جدار الضمّ والتوسع العنصري الصهيوني في القدس، وخبراء مقدسيون يصفون الخطوة بأنها تستهدف ملاحقة البناء الفلسطيني في المناطق والأحياء المتاخمة لمدينة القدس والتي تشكل غلافاً لهذه المدينة.
4. اللجنة المحلية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الصهيونية في القدس تحوّل مساحة 660دونماً من أراضي أهلنا المقدسيين في القدس المحتلة إلى حديقة يهودية.
ثالثاً: اعتقالات ومحاكمات في القدس
من أبرز هذه الاعتقالات والمحاكمات مايلي :-
1. شرطة الإحتلال الصهيونية تعتقل 4 مواطنين مقدسيين من عائلة واحدة وهم خالد بسام داوود(22عاماً)، ويوسف عبد العزيز داوود(25عاماً)، وعلي حمدان داوود(33عاماً)، ومحمد عبد الخالق داوود(34عاماً).
2. مصلحة السجون الصهيونية تضع أربعة شروط لإطلاق سراح الأسير/ علي حسن شلالدة المعتقل منذ عام 1990 بعد أن أمضى 19عاماً في سجون الاحتلال الصهيونية، من هذه الشروط فرض الإقامة الجبرية ومنعه من السفر، والمثول المستمر كل أسبوع في مركز الشرطة القريب من سكنه.
3. الاحتلال الصهيوني يعتقل 25مواطناً خلال قمعه لمسيرة شارك فيها مئات الناشطين اليساريين اليهود وأنصار السلام للتنديد بالاستيطان الصهيوني في شرقي القدس.
4. حرس الحدود الصهيوني يعتقل تسعة عمال قرب القدس ويعتدي عليهم بالضرب المبرَّح، وذلك بادّعاء عدم حيازتهم تصاريح للعمل.
5. المحكمة المركزية الصهيونية في مدينة القدس تصدر حكماً بالسجن الفعلي عشر سنوات وتسعة شهور على المواطن المقدسي/ إبراهيم الفقيه (25عاماً). وذلك بتهمة تهريب عمال فلسطينيين إلى الأراضي الفلسطينية داخل الخط الأخضر.
6. محكمة الصلح الصهيونية في القدس تغرّم المواطنة المسنّة/ فاطمة الداهودي مبلغ (20)ألف شيقل، ودفع أتعاب محاماة (7000) شيقل بدل حبسها بتهمة تحقير المحكمة، وطالبتها المحكمة بتسليم مفتاح منزلها بدعوى أنه يحق لعائلات يهودية العيش في جزء منه.
7. النيابة العامة الصهيونية تقدم لائحة اتهام ضد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وذلك على خلفية مشاركته في إقامة عشاء خيري وحضوره خاص بدعم مشاريع صمود أهلنا في القدس.
رابعاً: مضايقات ومواجهات واعتداء بالضرب والقتل
كان من أبرز هذه المضايقات على النحو التالي:-
1. مخابرات الاحتلال الصهيوني تحتجز السيد/حاتم عبد القادر رئيس لجنة القدس في حركة فتح على معبر الكرامة لعدة ساعات.
2. مستوطنون متطرفون يعتدون بالضرب والسحب من الشعر على الطفلة الفلسطينية/ آمنه النشاشيبي (16)عاماً في حي الشيخ جراح بمدينة القدس.
3. الشرطة الصهيونية تصيب ثلاثة مقدسيين خلال مظاهرة للتنديد بالاسيتطان في حي الشيخ جراح في شرقي القدس، شارك فيها مئات الأشخاص من المقدسيين واليسار اليهودي وأنصار السلام.
4. قوات خاصة تابعة لشرطة الاحتلال الصهيوني في القدس تصيب المواطن/ خالد عليان الموظف في القنصلية الإيطالية بالقدس وعدداً من أفراد عائلة عليان بجروح ورضوض مختلفة بعد الاعتداء عليهم في بلدة بيت صفافا جنوب القدس.
5. إصابة أربعة مواطنين مقدسيين بينهم ثلاثة نساء وطفلة خلال تصديهم لمئات من المغتصبين الصهاينة الذين اقتحموا حي الشيخ جرّاح في مدينة القدس.
6. أطقم تابعة لبلدية الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة بمرافقة قوة من شرطة الاحتلال الصهيونية تداهم وتعتدي على بسطات الباعة في باحة باب العمود وشارع السلطان سليمان بمحاذاة سور مدينة القدس المحتلة.
7. إصابة ثلاثة مواطنين مقدسيين من عائلة/ عوض بحالات اختناق ورضوض مختلفة بعد اقتحام قوة صهيونية مستعربة بزي مدني منزل المواطن المقدسي/ رمضان عوض الذي يعمل مديراً للشرطة في الخليل، وشقيقه/
8. جمال عوض الذي يعمل مديراً لوكالة الغوث في مخيم شعفاط وذلك في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة.
خامساً: انهيارات وتشققات من جرّاء الحفريات
1. انهيار جديد وسط شارع سلوان الموصل إلى المسجد الأقصى وذلك على بعد 300متر عن المسجد الأقصى، نتيجة وجود شبكة من الأنفاق التي تحفرها المؤسسة الصهيونية أسفل بلدة سلوان والمسجد الأقصى.
2. ظهور تشققات في مباني حي الجالية الإفريقية، والسكان يتخوّفون من خشية انهيار منازل الحي البالغ عددها 20منزلاً وتضم 150 فرداً نتيجة الحفريات الصهيونية المتواصلة أسفل منازلهم.
سادساً: مواقف وتصريحات صهيونية عنصرية
1. المتطرف الصهيوني/ نير بركات رئيس بلدية الاحتلال في القدس يصف تزايد أعداد الفلسطينيين في القدس بأنه "تهديد استراتيجي" للكيان الصهيوني.
2. مسؤول رفيع في مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يؤكد أنّ مشاريع الاستيطانية الأخيرة في القدس الشرقية المحتلة تمت بالتنسيق بين نتنياهو وواشنطن.
3. ردّاً على اقتراح أوروبي بإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في شرقي القدس. فقد صرّح وزير المالية الصهيوني بقولة: لامجال لأي وجود سياسي فلسطيني في شرقي القدس.
4. وزارة داخلية الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة توقف منح تصاريح عمل للأجانب الذين يعملون في منظمات الإغاثة الدولية في شرقي القدس.
5. نقلاً عن صحيفة معاريف الصهيونية ما يسمى رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني نتنياهو يرفض اقتراح محمود عباس بوقف البناء سراً في القدس لستة أشهر مقابل استئناف المفاوضات بين الجانبين.
وبناء على ما تقدّم من اعتداءات وانتهاكات صهيونية ،ومن منطلق مسؤوليتنا في لجنة القدس والأقصى بالمجلس التشريعي الفلسطيني، وفي مؤسسة القدس الدولية في غزة فلسطين، أمام الله ثم أمام شعبنا الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية فإننا نؤكد على ما يلي :-
1. التحذير وبشدة من المخططات الصهيونية في استمرار الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى وأسفل أحياء البلدة القديمة في القدس مما ينتج عنها انهيارات وتشققات على نطاق واسع في داخل هذا المسجد وساحاته وفي الأحياء العربية القديمة بالقدس والتي كان آخرها الانهيارات العديدة في الشارع الرئيسي في حي وادي حلوة وغيرها من أحياء بلدة سلوان. كما نحذّر من أن هذا العام 2010م سيشهد مضاعفة لهذه المخططات الصهيونية خاصة في مخطط إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، والتحذيرات في هذا الأمر متوالية لإمكانية افتعال زلزال اصطناعي في منطقة النقب المحتل ليكون من آثاره الخطيرة هدم أجزاء عديدة وواسعة من المسجد الأقصى.
2. الاستمرار في توجيه التحية إلى أهلنا الصامدين في القدس والأراضي المحتلة منذ عام 1948م وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح على تواصل صمودهم البطولي في مواجهة المخططات الصهيونية الهادفة لترحيلهم وتهجيرهم وهدم منازلهم وتهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها وآثارها الإسلامية والمسيحية، وندعوهم إلى الاستمرار في شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، وفي الدفاع عنه وعن القدس ببسالة.
3. مطالبة الدول العربية والإسلامية والدولية على المستوى الرسمي والمؤسساتي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة العمل على توفير حماية دولية للمدينة المقدسة وسكانها باعتبارها أرضاً محتلّة، وتفعيل القوانين والقرارات الدولية الخاصة بالقدس.
4. نطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة القيام بدورها في الدفاع عن القدس والأقصى والمقدسات وعقد المؤتمرات اللازمة.
5. مطالبة القادة العرب الذين سيجتمعون في مؤتمر القمة العربية في شهر مارس القادم في طرابلس بليبيا بضرورة مناقشة الوضع الخطير في القدس والمسجد الأقصى، والعمل على إحالة هذا الملف الخطير إلى المحافل الدولية وخاصة مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو بصفتها راعية للآثار في العالم من أجل إرسال لجان تقصي حقائق والإطلاع عن كثب على جرائم الحرب الصهيونية في المدينة المقدسة ورفع التقارير اللازمة لإدانة الصهاينة مرتكبي هذه الجرائم الصهيونية وتقديمهم للمحاكمة والعدالة الدولية في المحاكم الوطنية والدولية.
6. مطالبة الدول العربية والإسلامية بضرورة القيام بعمل خطة إعلامية إستراتيجية مكثفة ومتواصلة من أجل فضح الانتهاكات الصهيونية في القدس ومن أجل التحريض الفوري والعاجل لتقديم الدعم المالي لمشاريع صمود أهلنا في القدس.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل