تاريخ التسجيل : 01/01/1970
احتراف احتراف:
| موضوع: الزحف السكاني المقدسي خارج الأسوار هدف للاحتلال منذ سنين الأربعاء مارس 09, 2011 6:31 pm | |
| ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة السكان المغادرين من مدينة القدس المحتلة كمنطقة سكنية إلى مناطق أطراف مدينة رام الله، باعتبارها امتدادا سكنيا لأحياء ما حول القدس. وتشجع دولة الاحتلال الهجرة إلى حدود أبعد عن عمق المدينة المقدسة، حيث أعلنت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة عن تسهيلات وامتيازات حياتية مختلفة للذين ينتقلون للإقامة في أحياء بعيدة عن البلدة القديمة.
ويقول الخبير في الشؤون الاستيطانية علاء الريماوي:" إن هدف (إسرائيل) يكمن في اختصار المعركة الحالية في هذه المرحلة على عنوان رئيس هو "القدس"(...)، المقصود القدس من حيث الجغرافيا والمقدسات والبشر". ويضيف في حديث لـ"فلسطين" :" ولإدراك (إسرائيل) حقيقة الحالة الفلسطينية والعربية القائمة من تشتت وانقسام وضعف، فإنها أمعنت في صياغة مشروع يجعل العربي خارج تاريخ القدس المحتلة بأدوات مجنونة يعجز المواطن وحده عن مجابهتها". ويبين أن من بين هذه الوسائل، التهجير غير المباشر للفلسطينيين من مناطق داخل السور والتي تعد الساحة الأساسية للمعركة على المدينة المقدسة. ويتابع: هذه المعركة برزت من خلال وسائل عدة، أهمها التضييق على المقدسي من حيث قدرته على التوسع والنمو الطبيعي"، مشيراً إلى أن معاملات ترخيص البناء في القدس تكلف العربي مئة ألف دولار، إن سمح له أصلا في البناء داخل المدينة.
وتابع حديثه:" كما أن حجم الضرائب المهول والذي قد يصل إلى أكثر من 50% من واردات الأسر المقدسية وتنوع مسمياتها، جزء من وسائل حرب الاحتلال على الوجود العربي في القدس"، مبيناً أن من مظاهر تلك الحرب ملاحقة الخدمات الأساسية للسكان، معتبرا أن أداء المؤسسات العامة وخاصة المدارس الحكومية التي تدار من قبل السلطة قد فشلت في التصدي لمخططات الاحتلال في مجالات التعليم أو التربية، إلى الحد الذي بات المقدسيون يصطلحون على تسميتها بـ"الأوكار".
بنية من الفساد ويضيف:" (إسرائيل) نجحت في المقابل في خلق بنية من الفساد غير المحدود في الأحياء العربية، من خلال المؤسسة الأمنية التي تأخذ على عاتقها توزيع المخدرات، والإسقاط الأخلاقي والأمني". ويشير الريماوي لتقديرات تقول إن هناك ما يزيد عن الثلاثين ألف متعاط للمخدرات في منطقة القدس وحدها، ويبين أن هذه الظروف الصعبة يمكن لها أن تشكل ضاغطا كبيرا على كثير من الأسر المقدسية للخروج خارج سور المدينة، وخاصة إلى المناطق التي حظيت بامتيازات من بلدية الاحتلال في القدس، مثل كفر عقب، وأجزاء من العيزرية والرام، وبعض مناطق بير نبالا.
ويوضح أن السلطات البلدية المحتلة سمحت للمواطن المقدسي بالسكن في مناطق أخرى، مع احتفاظه بالمواطنة لتشجيعه على الخروج من أزمة المدينة، والتي تهدف في محصلتها إلى إفراغ المدينة من أهلها العرب. ويؤكد الريماوي، أن الجدار الفاصل يعتبر الضربة القاسية للقدس في المعركة، بعدما أخرج ما يزيد عن مئة ألف فلسطيني من حدود المدينة، مضيفاً:" هناك مساحات مهمة كان يمكن لها أن تكون متنفساً للعرب، لذلك جاء موضوع الامتيازات المدنية لمن هم خارج السور، مثل الرعاية الصحية، والائتمان الاجتماعي، ورعاية العجزة وغيرها من الحقوق المكتسبة للمواطن". لكن الأهم في المسألة حسب رأي الريماوي هو الجانب الوطني، إذ يعتبر المقدسي أن التنازل عن المواطنة في القدس خيانة، ويضيف:" جاءت الفكرة الإسرائيلية لتبقي فكرة الخروج إلى هذه المناطق هو خروج من القدس إلى القدس". وتشير الإحصاءات إلى أن وتيرة سحب الهويات في العامين الماضيين زادت عشرين ضعفاً عن سابقاتها من الأعوام الماضية.
الهدف الاستيطاني ويؤكد الخبير الريماوي أن المخطط الذي تسعى إليه (إسرائيل) هو تعزيز اليهودية على حساب الوجود العربي الإسلامي والمسيحي، وإفراغ القدس المحتلة تماماً من أهلها حتى عام 2020، وبناء ما تسميه مصادر الاحتلال بالجدار الديمغرافي اليهودي الذي بات يشكل أساس المعركة على القدس. وعن الآلية التي يجب مواجهة الاستيطان بها، يؤكد أن الطرق متعددة أهمها: تشكيل هيئة فلسطينية وطنية وإسلامية لرعاية شؤون القدس، ورصد ميزانية واضحة لهذه الهيئة والتي سيكون على عاتقها بناء وتوطين المقدسيين داخل المدينة، وشراء ما يمكن شراؤه من عقارات وأراض خوف وصولها إلى اليد الإسرائيلية. ويدخل في صلاحيات تلك الجهة نقل ملف التقاضي حول المصادرات والملكيات إلى المحاكم الدولية، ومتابعة ذلك من خلال اعتبارها أحد أنواع جرائم الحرب الدولية، إضافة إلى فتح موضوع الأراضي الوقفية سواء المسيحية منها والإسلامية، ومتابعة كافة أوضاعها القانونية، والتي شكلت هدفا إسرائيليا سهلا للمصادرة.
ويبين أن من بين الآليات تنظيم جسم وطني لقيادة العمل الجماهيري لرفض سياسة تهويد القدس، ونقل ساحة المعركة إلى الدول العربية التي لها علاقة دبلوماسية مع (إسرائيل) والضغط دولياً على حلفاء (إسرائيل) إن أمكن. ويبدي الريماوي مخاوف من الصمت تجاه ما يجري في القدس قائلاً:" إن بقيت ظاهرة الصمت المخزي تلف أفواه العرب فإن نزيف القدس سيكبر". ويتابع:" الأمنيات بالوطن الذي قدمنا لأجله لوحة عظيمة من الفداء ستذهب أدراج الرياح، وحينها سنبكي جنون الموت للقدس وسنعلنها شهيدة من غير عزاء، وساعتها على العربي أن يلبس فوق رأسه نعله ويحثو على وجهه التراب" وفق قوله. | |
|